الرئيسية الأخبار
شيرين من مدينة الشروق بحس إننا عايشين فى مصيف ومش ناقصنا غير البحر
عند الكيلو 37 على طريق مصر - الإسماعيلية تقع مدينة الشروق، التى تم إنشاؤها عام 1995، لتكون تجمعاً عمرانياً جديداً تابعاً لمحافظة القاهرة، وخلال السنوات القليلة الماضية اجتذبت المدينة عشرات الأسر والمتزوجين حديثاً، ليجعلوا منها محل إقامتهم.
المدينة تتميز بحسن التخطيط العمرانى، فشوارعها واسعة، وتتميز بوجود مساحات من الخضرة أمام المنازل، إلى جانب أماكن خاصة لركن السيارات، كما يمنع جهاز المدينة إقامة محال تجارية أو عمل الباعة الجائلين داخل المجمعات السكنية.
وفى حديقة منزلها استقبلتنا «شيرين الحضرى»، سيدة فى الخمسين من عمرها، وحكت لنا تجربتها فى الهروب مع أسرتها من زحام القاهرة، قائلة: صممت نسيب بيتنا فى ميدان الجيش من سنة، بسبب الزحمة، بعد أن عشت معظم حياتى فى زحام القاهرة، متحملة صخبها وتكدسها.
وتضيف: «طبعاً أزمة ركن العربية فى الشارع كانت معاناة يومية، وصوت الإزعاج والمحلات والعربيات اللى شغال عرض مستمر كان عامل لنا توتر عصبى، والسكن فى منطقة جديدة خالية من أى صخب كان حلم بعيد المنال، إلا أنى تمكنت من تحقيقه منذ سنة واحدة».
«أكثر ما يميز التجمعات السكنية الجديدة هو تقسيم الشوارع والأحياء السكنية، وتوفير كافة الخدمات»، بحسب شيرين التى أضافت: «المهندسين اللى صمموا البيوت كانوا عارفين الناس بتحلم بإيه، مساحة بين كل عمارة والتانية، أماكن للركنة، مساحات خضراء، بعيد عن الورش والمحلات، هدوء وراحة بال».
الأجواء المريحة التى تنعم بها فى مدينة الشروق، لا يشوبها سوى اضطرارها للنزول إلى قلب القاهرة، حيث تعمل إخصائية نفسية فى إحدى المدارس بالعباسية، تقول السيدة: «المشكلة الوحيدة اللى قابلتنا إن طبعاً مفيش مواصلات فى الشروق، وكلنا بنحتاج نتحرك بعربيات، وأقضى ساعة يومياً فى الطريق إلى عملى، ونفس المدة للعودة إلى بيتى، وأولادى كمان فى الجامعات، وكلنا فى الآخر بنتعذب فى الطريق».
وبالرغم من ذلك، تؤكد شيرين أنها تستمتع بوجودها فى مدينة الشروق، قائلة: «بحس إننا عايشين فى مصيف ومش ناقصنا غير البحر، وأستمتع مع أسرتى بأنشطة كنت محرومة منها قبل انتقالنا»، حيث تجتمع مع أصدقائها وتقوم بحفلات شواء، ويتمكن الأولاد من ركوب الدراجات الهوائية، وممارسة رياضة الجرى.
وتضيف: أنها استغلت وجود تلك الحديقة لتقوم بتربية كلاب، وزراعة عدد كبير من الخضراوات والزهور، خاصة أن معظم أهالى مدينة الشروق، الذين يملكون حدائق خاصة يقومون باستغلالها لزراعة خضراوات «أورجانيك»، ويعتمدون عليها فى نظامهم الغذائى، قائلة، «دى الحياة الإنسانية اللى المفروض كل الناس تعيشها، حتى لو المسافة بعيدة عن قلب القاهرة، كله يهون ما دام الواحد هيرجع بيته فى هدوء وراحة بال».
وتستبعد شيرين أن تمتد العشوائية لمدينتها الجديدة كما حدث فى القاهرة، قائلة: فيه توجه لدى كثير من الناس للعيش بعيداً عن زحام القاهرة، وهو ما يمكن أن ينتج عنه زحام فى التجمعات السكنية الجديدة، ولكنها لن تتحول إلى عشوائية القاهرة، بسبب حسن التخطيط العمرانى، مضيفة: «بالعكس المناطق دى لما تتعمر أكتر الخدمات فيها هتزيد، خلال سنة واحدة فوجئت بكمية العمارات والفيلات اللى الناس سكنت فيها فى الشروق».
وقالت إنها فى بداية انتقالها إلى مدينة الشروق كان لدى زوجها الذى يعمل مدرساً بمدرسة إعدادية، وأولادها الثلاثة قلق من الابتعاد عن أقاربهم وأصدقائهم، ولكن بمجرد انتقالهم شعروا بالسعادة والراحة، وقرروا عدم العودة لصخب القاهرة.
التعليقات: